ثواب، وليس فى تركه عقاب، كقوله: {اُذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً} (?) وقوله: {فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ} (?) وكقول النبىّ عليه وآله السّلام: «من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل (?)».
وقد جاءت هذه الصيغة والمراد بها إباحة الشىء بعد حظره، كقوله: {فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَاِبْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ} (?) بعد قوله: {إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ} وكذلك قوله: {وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا} (?) بعد قوله: {لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ} (?) ومنه: {فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها} (?) ومنه: {فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ} (?) ومنه: {وَاُهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاِضْرِبُوهُنَّ} (?) ومنه: {فَكُلُوا مِمّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} (?) فكلّ هذا مما ليس فى فعله ثواب، ولا فى تركه عقاب.
ويكون هذا اللفظ الأمرىّ بمعنى الوعيد كقوله تعالى: {اِعْمَلُوا ما شِئْتُمْ} (?) - {فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ} (?) - {فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ} (?) - {وَاِسْتَفْزِزْ مَنِ اِسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشارِكْهُمْ}