أى ليس يوجد هذا.
وممّا جاء بلفظ الاستفهام ومعناه الوعيد قوله: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً} (?) معناه: أفنترككم ولا نذكّركم بعقابنا؟
وممّا جاء بمعنى الحثّ قوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً} (?) ويكون تهدّدا على جهة التنبيه، كقوله: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ} (?) إلى آخر القصة، ويكون تحذيرا كقوله: {فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ} (?)، ويكون/تعجّبا، كقول جرير: (?):
غيّضن من عبراتهنّ وقلن لى … ماذا لقيت من الهوى ولقينا
وكقول الآخر:
وكيف يسيغ المرء زادا وجاره … خفيف المعى بادى الخصاصة والجهد (?)
وكقول الأعشى (?):
شباب وشيب وافتقار وثروة … فلله هذا الدّهر كيف تردّدا
جعل الخبر والاستفهام جميعا تعجّبا، ويكون عرضا، كقولك: ألا تنزل عندنا؟ ألا تنال من طعامنا؟ والعرض بأن يكون طلبا أولى من أن يكون استفهاما، وإنما أدخله من أدخله فى حيّز الاستفهام، لأنّ لفظه لفظ الاستفهام، وليس كلّ