الآية: {سُوىً} و {سُوىً} مكسور الأول ومضمومه، وقد استعملوا المقصورة بمعنى القصد فقالوا: قصدت سوى فلان، أى قصدت قصده، وهذا أغرب (?) ما جاء فيها، قال (?):
فلأصرفنّ سوى حذيفة مدحتى … لفتى العشىّ وفارس الأجراف
أراد قصد حذيفة.
واستعملوا الممدودة بمعنى الوسط، كما جاء فى التنزيل: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ} (?) أراد فى وسط الجحيم.
واستعملوها مصدرا فى معنى اسم الفاعل المشتقّ من الاستواء، كقوله جلّ ذكره: {سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ} (?) أى مستو فيه هذا وهذا، ومنه قولهم:
«مررت برجل سواء والعدم (?)» برفع العدم بالعطف على المضمر فى سواء، والوجه أن تؤكّده بمنفصل فتقول: هو والعدم، فإن رفعت سواء، فلا بد من المنفصل، تقول:
سواء هو والعدم، فهو مبتدأ والعدم معطوف عليه، وسواء خبر عنهما.
وقد استعملوها للتسوية بين الشيئين المتضادّين، كقولهم: سواء علىّ أقمت أم قعدت، كما جاء فى التنزيل: {سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} (?) أى سواء عليهم