والباء التى فى قوله: «بجفنيك» نائبة مناب «فى» كما تقول: زيد بالبصرة، ومثله:

{لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً} (?) وهى متعلقة فى التقدير بفعل لا باسم فاعل، لأنها صلة «ما» والظّروف وحروف الخفض إذا كانت صلات، لم تتعلّق باسم فاعل، لأن اسم الفاعل مفرد، وإن تضمّن ضميرا، من حيث لا اعتداد بالمضمر فيه، والصّلة لا تكون إلا جملة أو ما يقوم مقام الجملة، كالظرف، فالتقدير: صلى دنفا، مسئولة بما فى جفنيك من السحر، /كما تقول: بالله زرنى، أى زرنى مسئولا بالله.

قال أبو الفتح: الفاء فى قوله: «فلا» جواب «أمّا» لا جواب «إن»، ومثله:

{وَأَمّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ. فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ} (?) انقضى كلامه.

وأقول: إنما كانت الفاء جواب «أمّا» لأن «أمّا» أسبق المجابين، وجواب الشرط محذوف، دلّ عليه الجواب المذكور، ونظير ذلك قولك: «والله إن زرتنى لأكرمنّك» جعل (?) الجواب للقسم لتقدّمه، وسدّ جواب القسم مسدّ جواب الشرط، وكذلك إن قدّمت الشرط جعلت الجواب له، فقلت: إن تزرنى والله أكرمك، وممّا جاء فى التنزيل، من ذكر خبر الأسبق قوله تعالى: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ} (?) لما كانت اللام فى «لئن» مؤذنة بالقسم، كان الجواب للقسم، وكذلك مجىء لولا فى قوله تعالى: {وَلَوْلا رِجالٌ مُؤْمِنُونَ} (?) ثم مجىء «لو» بعدها فى قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015