كما حذف الأعشى «هى» من قوله (?):

وردت على سعد بن قي‍ … س ناقتى ولما بها

أراد: وهى لما بها من الجهد، فحذف المبتدأ من جملة الحال، فالتقدير:

ويوجد (?) وهو مقسم وجودا أكذب وجوده (?)، فالوصف بالكذب يتناول وجوده لفظا وهو فى المعنى موجّه إليه، إذا المعنى: يوجد مقسما أكذب منه إذا وجد غير مقسم، وإنما أضاف الكذب إلى وجوده وكونه، كما أضافوا الخطابة إلى كون الأمير فى قولهم: «أخطب ما يكون الأمير قائما (?)» فالتقدير عند النحويين: أخطب أوقات كون الأمير إذا كان قائما، وهذا اتّساع جرى فى كلام العرب، كما قالوا: «نام ليلك» والمعنى: نمت ليلك كلّه، قال الشاعر (?):

لقد لمتنا يا أمّ غيلان فى السّرى … ونمت وماليل المطىّ بنائم

وقال آخر (?):

/فنام ليلى وتجلّى همّى

ومثله فى الاتّساع وصف النهار بمبصر فى قوله تعالى: {اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً} (?) وإنما النهار مبصر فيه، ومن هذا الضّرب قوله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015