أساء بشيئين، بحذف المبتدأ، وبالفصل بين شعرى ومعموله بأين، وهو أجنبى، ولو أعطى الكلام حقّه قيل: ليت شعرى المصير أين هو؟
وقوله: «خمّر الشّيب لمّتى» معناه غطّى سوادها، ومنه الخمار لتغطيته الوجه، والخمر لأنها تغطّى العقل، والخمر: ما يوارى من الشّجر، وعنى بالبعير عمره، كقولهم: من كان الليل والنهار مطيّته أسرعا به السّير.
بيت سئلت عنه
غير مأسوف على زمن … ينقضى بالهمّ والحزن (?)
فقيل: بم يرتفع «غير»؟ فأقول: إن قوله: «مأسوف» مفعول من الأسف، وهو الحزن، «وعلى» متعلّقة (?) به، كقولك: أسفت على كذا أسفا، وحزنت عليه حزنا، ولهفت عليه لهفا، وأسيت عليه أسى، وموضع قوله: «بالهمّ» نصب على الحال، والتقدير: ينقضى مشوبا بالهمّ و «غير» رفع بالابتداء، ولما أضيفت إلى اسم المفعول، وهو مسند إلى الجارّ والمجرور، استغنى المبتدأ عن خبر، كما استغنى «قائم ومضروب» فى قولك: أقائم أخواك؟ وما مضروب غلاماك (?)، عن خبر، من حيث سدّ الاسم المرفوع بهما مسدّ الخبر، لأن «قائم ومضروب» قاما مقام يقوم ويضرب، فتنزّل كلّ واحد منهما مع المرفوع به منزلة الجملة، وكذلك إذا أسندت اسم المفعول إلى الجارّ والمجرور سدّ الجارّ والمجرور مسدّ الاسم الذى يرتفع به، كقولك: أمحزون