ونحو: {وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً} (?) تقدير الجواب، والله أعلم: لرأيت أمرا هائلا، ومن ذلك قولهم: «أصاب الناس جهد ولو ترى أهل مكة» (?) تقدير المحذوف: لرأيتهم بأسوإ حال، وقد جاء التحقير فى كلامهم للتعظيم كقوله (?):

وكلّ أناس سوف تدخل بينهم … دويهية تصفرّ منها الأنامل

أراد بالدّويهية الموت، ولا داهية أعظم منها، وكقول أوس بن حجر (?):

فويق جبيل شامخ الرأس لم تكن … لتبلغه حتّى تكلّ وتعملا

أى لم تكن لتبلغ رأسه.

فتحقير اللّتيّا هاهنا إنما هو تعظيم، ويبعد أن يكون أراد باللّتيّا الفعلة الهيّنة لقوله: «وكفيت جانيها اللّتيّا»، والفعلة الهيّنة لا يكاد فاعلها يسمّى جانيا.

/فأما قوله: «ولقد رأبت ثأى العشيرة بينها» فالرّأب: الإصلاح، والثّأى:

الفساد، والظّرف متعلّق بالثّأى: أى أصلحت ما فسد بينها.

بيت، سأل عن إعرابه ومعناه أبو الحسن علىّ بن عبد الرحمن المغربىّ:

أنّى تردّ لى الحمول أراهم … ما أقرب الملسوع منه الداء (?)

فأجبت بأن الداء مبتدأ قدّم خبره عليه، وإن كان الخبر جملة، اتّساعا، لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015