ومما حذف منه صلة موصولين، فلم يؤت فيه بصلة أخرى، قول سلمىّ (?) بن ربيعة السّيدىّ:
/ولقد رأبت ثأى العشيرة بينها … وكفيت جانيها اللّتيّا والّتى
أراد اللّتيّا والتى تأتى على النفوس، لأن تأنيث اللّتيّا والتى هاهنا إنما هو لتأنيث الداهية، ألا ترى إلى قول الراجز (?):
بعد اللّتيّا واللّتيّا والتى … إذا علتها أنفس تردّت
وتردّت: تفعّلت من الرّدى، مصدر ردى يردى: إذا هلك، وإن شئت أخذته من التردّى: الذى هو السّقوط من علو، ومنه «المتردّية (?)»: الشاة التى تسقط من جبل أو حائط، أو فى بئر فتموت، ومنه: {وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدّى} (?) أى إذا سقط على رأسه فى جهنم.
وحذف الصّلة (?) من هذا الضّرب من الموصولات إنما هو لتعظيم الأمر وتفخيمه (?)، ومثل ذلك حذف الأجوبة فى نحو: {وَلَوْ تَرى إِذِ الظّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ} (?)