والبيت المنسوب إلى الحارث بن كلدة (?) من مقطوعة متضمّنة ألطف عتاب وأحسنه، قالها وقد خرج إلى الشام، فكتب إلى بنى عمّه فلم يجيبوه، وهى:

ألا أبلغ معاتبتى وقولى … بنى عمّى فقد حسن العتاب (?)

وسل هل كان لى ذنب إليهم … هم منه فأعتبهم غضاب

كتبت إليهم كتبا مرارا … فلم يرجع إلىّ لها جواب

فما أدرى أغيّرهم تناء … وطول العهد أم مال أصابوا

فمن يك لا يدوم له وصال … وفيه حين يغترب انقلاب

فعهدى دائم لهم وودّي … على حال إذا شهدوا وغابوا

وإنما قال: «أم مال أصابوا» لأن الغنى فى أكثر الناس يغيّر الإخوان على إخوانهم. فمن ذلك ما روى أنّ أبا الهول (?) الشاعر كان له صديق ضرب فى البلاد فأيسر، فاحتاج أبو الهول إليه فلم يجده بحيث يحبّ، فكتب إليه:

/لئن كانت الدنيا أنالتك ثروة … فأصبحت فيها بعد عسر أخا يسر (?)

لقد كشف الإثراء منك خلائقا … من اللّؤم كانت تحت ثوب من الفقر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015