وفيها:
إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى … فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا (?)
وللنّفس أخلاق تدلّ على الفتى … أكان سخاء ما أتى أم تساخيا
ومن ذلك قوله:
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته … وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا (?)
ووضع النّدى فى موضع السيف بالعلا … مضرّ كوضع السيف فى موضع النّدى
ومن ذلك قوله:
تخالف الناس حتّى لا اتّفاق لهم … إلاّ على شجب والخلف فى الشّجب (?)
الشّجب: الهلاك. أراد أن الناس مختلفون فى كلّ شيء، ولم يقع الاتفاق منهم إلاّ على الموت، ثم إنهم قد اختلفوا فيه، وبيّن وجه اختلافهم بقوله:
فقيل تخلص نفس المرء سالمة … وقيل تشرك جسم المرء فى العطب
قيل: إن الملحدين يقولون: إن النفس تهلك كما يهلك الجسم، وروى عن أفلاطون وأرسطوطاليس فى ذلك خلاف، فقيل إن أحدهما كان يقول: تبقى النفس الخيّرة بعد خروجها من الجسد، وإنّ الآخر كان يقول: تبقى النفس المحمودة والمذمومة. ومن يذهب إلى هذا الوجه يزعم أنها تكون ملتذة بما فعلته من الخير فى الدار الفانية.
ومن تفكّر فى الدّنيا ومهجته … أقامه الفكر بين العجز والتّعب
...