وفيها:

إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى … فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا (?)

وللنّفس أخلاق تدلّ على الفتى … أكان سخاء ما أتى أم تساخيا

ومن ذلك قوله:

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته … وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا (?)

ووضع النّدى فى موضع السيف بالعلا … مضرّ كوضع السيف فى موضع النّدى

ومن ذلك قوله:

تخالف الناس حتّى لا اتّفاق لهم … إلاّ على شجب والخلف فى الشّجب (?)

الشّجب: الهلاك. أراد أن الناس مختلفون فى كلّ شيء، ولم يقع الاتفاق منهم إلاّ على الموت، ثم إنهم قد اختلفوا فيه، وبيّن وجه اختلافهم بقوله:

فقيل تخلص نفس المرء سالمة … وقيل تشرك جسم المرء فى العطب

قيل: إن الملحدين يقولون: إن النفس تهلك كما يهلك الجسم، وروى عن أفلاطون وأرسطوطاليس فى ذلك خلاف، فقيل إن أحدهما كان يقول: تبقى النفس الخيّرة بعد خروجها من الجسد، وإنّ الآخر كان يقول: تبقى النفس المحمودة والمذمومة. ومن يذهب إلى هذا الوجه يزعم أنها تكون ملتذة بما فعلته من الخير فى الدار الفانية.

ومن تفكّر فى الدّنيا ومهجته … أقامه الفكر بين العجز والتّعب

...

طور بواسطة نورين ميديا © 2015