وإذا ما خلا الجبان بأرض … طلب الطّعن وحده والنّزالا
من أطاق التماس شيء غلابا … واغتصابا لم يلتمسه سؤالا
كلّ غاد لحاجة يتمنّى … أن يكون الغضنفر الرّئبالا
وقوله:
الرأى قبل شجاعة الشجعان … هو أوّل وهى المحلّ الثانى (?)
فإذا هما اجتمعا لنفس مرّة … بلغت من العلياء كلّ مكان
ولربّما طعن الفتى أقرانه … بالرأى قبل تطاعن الأقران
لولا العقول لكان أدنى ضيغم … أدنى إلى شرف من الإنسان
وقوله:
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا … وحسب المنايا أن يكن أمانيا (?)
تمنّيتها لمّا تمنّيت أن ترى … صديقا فأعيا أو عدوّا مداجيا
إذا كنت ترضى أن تعيش بذلّة … فلا تستعدّنّ الحسام اليمانيا
ولا تستطيلنّ الرّماح لغارة … ولا تستجيدنّ العتاق المذاكيا
فما ينفع الأسد الحياء من الطّوى … ولا تتّقى حتى تكون ضواريا
حببتك قلبى قبل حبّك من نأى … وقد كان غدّارا فكن لى وافيا
وأعلم أنّ البين يشكيك بعده … فلست فؤادى إن رأيتك شاكيا
أقلّ اشتياقا أيّها القلب ربّما … رأيتك تصفى الودّ من ليس جازيا
خلقت ألوفا لو رجعت إلى الصّبا … لفارقت شيبى موجع القلب باكيا