ومن أبلغ الوصف بالجود قوله:
أرجو نداك ولا أخشى المطال به … يا من إذا وهب الدّنيا فقد بخلا (?)
... ومن أشدّ ما هجى به خصيّ أسود قوله:
وذاك أنّ الفحول البيض عاجزة … عن الجميل فكيف الخصية السّود (?)
... ومن درّ قلائده، وهو ممّا أقرّ له فيه أبو نصر بن نباتة بالفضيلة، فقال:
إننا لنقول وما نحسن (?) أن نقول كقول أبى الطيّب:
إذا ما سرت فى آثار قوم … تخاذلت الجماجم والرّقاب (?)
... وممّا زاد فيه على من تقدّمه قوله فى الطّير التى تصحب الجيش لتصيب من القتلى:
يطمّع الطّير فيهم طول أكلهم … حتى تكاد على أحيائهم تقع (?)
أراد: طول أكلها إيّاهم، فحذف فاعل المصدر، وأضافه إلى المفعول، كما جاء فى التنزيل: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ} (?) أى بسؤاله إيّاك نعجتك.