قوله: {أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ} فى موضع نصب على البدل من قوله: {ما أَمَرْتَنِي بِهِ}، ويجوز أن تكون «أن» هاهنا مفسّرة بمعنى «أى» فلا يكون لها موضع من الإعراب.
ومثال المجرور: {قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا} (?) أى من قبل إتيانك.
وتقع بعد «عسى» فتكون مع صلتها فى تأويل مصدر منصوب، إذا كانت عسى ناقصة، كقولك: عسى زيد أن ينطلق، ومثله: {عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ} (?)، وتكون فى تأويل مصدر مرفوع إذا كانت عسى تامّة، كقولك: عسى أن أنطلق، ومثله: {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً} {وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً} (?).
والقسم الثانى من أقسامها: أن تكون مخفّفة من الثقيلة، ويليها الاسم والفعل، فإذا وليها الاسم فلك فيه مذهبان: أحدهما أن تنصبه على نيّة تثقيلها، تقول: علمت أن زيدا قائم، قال الشاعر:
فلو أنك فى يوم الرّخاء سألتنى … فراقك لم أبخل وأنت صديق (?)
وقال كعب بن زهير (?):
وقد علم الضيف والمرملون … إذا اغبرّ أفق وهبّت شمالا