{كُلاًّ لَمّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ} (?).

وإذا بطل عمل المخفّفة جاز أن يقع بعدها الفعل، فلم يكن بينها وبين النافية فرق فى ذلك إلاّ باللام، تقول فى النافية: إن قام زيد، وإن ضربت زيدا، وتقول فى المؤكّدة: إن قام لزيد، وإن ضربت لزيدا، تدخل اللام على الفاعل وعلى المفعول، للفرق بين الإيجاب والنفى، قال:

شلّت يمينك إن قتلت لمسلما … وجبت عليك عقوبة المتعمّد (?)

وكذلك تقول: إن كان زيد منطلقا، تريد: ما كان زيد منطلقا، وتقول: إن كان زيد لمنطلقا، تريد: إنه كان زيد منطلقا، فتدخلها على خبر «كان»، كما جاء فى التنزيل: {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ} (?)، {إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً} (?) وعلى خبر كاد: {وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} (?)، وعلى المفعول الثانى من باب الظّنّ: {وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ} (?)، {وَإِنْ وَجَدْنا أَكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ} (?) «إن» فى هذه المواضع مخفّفة من الثقيلة بإجماع البصريّين، واللام لام التوكيد (?)، والكوفيون يجعلونها النافية، ويزعمون أنّ اللام بمعنى «إلاّ»، وقد ذكرت أنه قول ضعيف بعيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015