نصب «زيد» بضارب (?)، وممّا أنشده سيبويه قول ابن ميّادة، ولقبه الرّمّاح:
ألا ليت شعرى هل إلى أمّ معمر … سبيل فأمّا الصبر عنها فلا صبرا (?)
ويروى «إلى أمّ جحدر»، فالصبر مبتدأ، والجملة من لا واسمها وخبرها خبر عنه، وخبر «لا» محذوف، أراد: فلا صبر لى، ولا عائد من الجملة على المبتدأ الذى هو «الصبر» لدخوله تحت «الصبر» الثانى، من حيث كان عامّا مستغرقا للجنس، كما دخل «القتال» الأول تحت الثانى فى قوله:
فأمّا القتال لا قتال لديكم
وكما دخل «زيد» تحت «الرجل» فى قولهم: زيد نعم الرّجل.
واعترض بيت ابن ميّادة، وقد كنت ذكرته فيما تقدّم من الأمالى، جويهل (?)، فزعم أنّ قافيته مرفوعة، وإنما صغّرته بقولى: جويهل؛ لأنه شويّب (?) /استولى الجهل عليه (?)، فعدا طوره، وجاوز حدّه، مع حقارة علمه، ورداءة فهمه.
وهذا البيت من مقطوعة منصوبة القوافى، وكذلك أورده سيبويه، وقد أوردتها لتعرفها:
ألا ليت شعرى هل إلى أمّ معمر … سبيل فأمّا الصبر عنها فلا صبرا (?)
فأعجب دار دارها غير أنّنى … إذا ما أتيت الدار فارقتها صفرا