واعلم أن وقوع «ما» بعد «ربّ» على ثلاثة أوجه، أحدها: أن تكون كافّة، زيدت ليصلح وقوع الفعل والمعرفة بعدها، وقد بيّنّا هذا.

والثانى: أنها تكون بعد «ربّ» بمعنى شيء، وقد قدّمت الاستشهاد على ذلك، بقوله:

ربّما تكره النّفوس من الأمر

أراد: ربّ شيء تكرهه النفوس.

والثالث: وقوعها بعدها زائدة لغوا، فلا تمنعها من العمل، كقولك: ربّما رجل عالم لقيته، قال عدىّ بن الرّعلاء الغسّانىّ:

ربّما ضربة بسيف صقيل … دون بصرى وطعنة نجلاء (?)

وقد كفّوا «من» بما، فقالوا: إنى لممّا أفعل، قال أبو العباس المبرّد:

يريدون: لربّما أفعل (?)، وأنشد لأبى حيّة النّميرىّ (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015