أعد نظرا يا عبد قيس لعلّما … أضاءت لك النار الحمار المقيّدا
ومثله فى التنزيل: {إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ} (?) و {إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ} (?).
وسيبويه وغيره من النحويّين يرون إلغاء «ما» فى «ليتما» حسنا، فيرجّحون النصب فى قولهم: ليتما زيدا منطلق، ويجوّزون أن تكون كافّة، قال سيبويه: «وقد كان رؤبة بن العجّاج ينشد هذا البيت رفعا، وهو بيت النابغة (?):
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا … إلى حمامتنا ونصفه فقد
ورفعه على وجهين: على أن يكون بمنزلة قول من قال: {مَثَلاً ما بَعُوضَةً} أو يكون بمنزلة قولك إنما زيد منطلق» (?) أراد أن أحد وجهى الرفع أن تجعل «ما» بمنزلة «الذى» وتضمر مبتدأ، كأنه قال: ألا ليت الذي هو هذا الحمام لنا، كما أن التقدير فى الآية: مثلا الذى هو بعوضة.
والوجه الآخر: أن تجعل «ما» كافّة للعامل، مثل/إنما زيد منطلق.
قال سيبويه: «قال الخليل: «إنما» لا تعمل فيما بعدها، كما أن «أرى» إذا كانت لغوا لم تعمل» وأقول: إنّ تشبيهه لها بأرى يدلّ على أنها ربّما أعملت، لأنّ «أرى» ليست تلغى على كلّ حال، ثم قال بعد هذا: ونظير «إنّما» قول المرّار الفقعسىّ:
أعلاقة أمّ الوليد بعد ما … أفنان رأسك كالثّغام المخلس (?)