فالفتحة فى قولك: لا صاحب حقّ، وفى قوله: «لا ثوب مجد» نصب صريح، فأما قوله، أعنى أبا الطيّب (?).
قفا قليلا بها علىّ فلا … أقلّ من نظرة أزوّدها
فيجوز فى «أقلّ» الرفع والنصب، فالرفع على تشبيه «لا» بليس، والنصب على تشبيه «لا» بإنّ، والفتحة فى «أقلّ» إعراب، لطوله بمن.
فإن قيل: ما الذى أوجب بناء الاسم المنكور، فى نحو: لا رجل فى الدار؟
قيل: الذى أوجب بناءه تضمّنه معنى الحرف الذى هو «من» وذلك أنّ «من» فى قولك: هل من رجل فى الدار؟ موضوعة لاستغراق الجنس، وكذلك إذا قلت: ما جاءنى من رجل، استغرق النّفى الجنس، فإذا قلت: ما جاءنى رجل، جاز أن تكون نفيت رجلا (?)، فأردت: ما جاءنى رجل بل رجلان، ولا يجوز أن تقول:
ما جاءنى من رجل بل رجلان.
وإذا عرفت هذا، فإنّ الاستفهام فى قولك: هل من رجل فى الدار؟ مستغرق للجنس كلّه، فجوابه المستحقّ: لا من رجل فى الدار؛ لأن الجواب حقّه أن يكون/وفق السّؤال، فحذفوا «من» وضمّنوا الاسم معناها فبنوه؛ لأن الاسم إذا تضمّن معنى الحرف استحقّ البناء، ولو أنه قال مستفهما: هل رجل فى الدار؟ قلت نافيا: لا رجل فى الدار، فأعربت المنفىّ (?)؛ لأنه لم يتضمّن معنى الحرف.
واختلف فى قوله جلّ وعز: {لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النّارَ} (?) فقال الفراء: معناه لا بدّ ولا محالة أنّ لهم النار (?).