المجلس السابع والستون

قال أبو علىّ، فى قول الله تعالى جدّه: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ} (?) من قال:

إن «لا» صلة (?) كانت كالتى فى قوله: {لِئَلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ} (?) فإن قلت: إنّ «لا وما» والحروف التى تكون زوائد إنما تكون بين كلامين، كقوله: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ} (?) و «ممّا خطاياهم» (?) و {فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ} (?) ولا تكاد تزاد أولا.

فقد قالوا: إنّ مجاز القرآن مجاز الكلام الواحد والسورة الواحدة، قالوا:

والذى يدلّ على ذلك أنه قد يذكر الشىء فى سورة فيجىء جوابه فى سورة أخرى، كقوله: {وَقالُوا يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ} (?) جاء جوابه فى سورة أخرى/ {ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ} (?) فلا فصل على هذا بين قوله: {لِئَلاّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ} وبين قوله: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ} وقد حملت «ما» على الزيادة فيما أنشده أبو زيد:

ما مع أنّك يوم الورد ذو جزر … ضخم الدّسيعة بالسّلمين وكّار (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015