{حافِظاتٌ لِلْغَيْبِ بِما حَفِظَ اللهُ} (?) بنصب هذا الاسم، تعالى مسمّاه.

فأجبت بأنّ انتصابه بوقوع الفعل عليه، بتقدير حذف مضاف، أى بما حفظ أمر الله (?)، كما جاء فى الأخرى: {فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} (?) أى فأتاهم أمر الله.

ومعنى «ما» فى هذه القراءة معنى «الذى» فالمضمر فى {حَفِظَ} عائد على «ما» والتقدير: حافظات للغيب، أى لغيب أزواجهنّ بالصلاح الذى حفظ أمر الله.

وأمّا من قرأ/بالرفع، فإنّ «ما» فى قراءته مصدريّة، ومفعول {حَفِظَ} محذوف، أى حافظات لغيب أزواجهنّ بما حفظهنّ الله فى مهورهنّ، وإلزام أزواجهنّ الإنفاق عليهنّ.

قال أبو علىّ: من نصب فقال: {بِما حَفِظَ اللهُ} لم يجز أن يجعل «ما» مع الفعل بمنزلة المصدر؛ لأنه يبقى الفعل بغير فاعل، يعنى أن التقدير فى كونها مصدرية: بحفظهنّ الله، وهذا يصحّ لو كان لفظ التلاوة: بما حفظن الله، وصحّ هذا مع الرفع؛ لأن التقدير: يحفظهنّ الله، فحذف المفعول؛ لأنّ حذف المفعول جائز، ولم يجز ذلك مع النصب؛ لأن حذف فاعل الفعل لا يجوز.

... وممّا سأل عنه قول ثعلب: «وإذا أمرت من هذا الباب كلّه كان باللام،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015