فإن قيل: فهلاّ احتملوا اجتماع الساكنين فيهما؛ لأن الأول حرف مدّ، والثانى مدغم، كما جمعوا بين الساكنين باجتماع هذين الشرطين فى فعل الاثنين، فقالوا: تدعوانّ وترميانّ، وجاء فى التنزيل: {وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} (?).

فالجواب: أنهم لم يفعلوا ذلك؛ لأنهم لو أسقطوا الألف، كما أسقطوا الواو والياء صار اللفظ إلى تدعونّ وتتّبعنّ، فالتبس المثنّى بالواحد، فاحتملوا الجمع بين ساكنين، الأول منهما ألف والثانى مدغم، وهذا كثير فى كلامهم، فى نحو: العامّة والطامّة (?)، فى قوله تعالى: {فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ} (?) ونحو الشابّة، و {ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ} (?) و {اُدْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} (?) وإنما احتملوا هذا فى الألف؛ لأنها أمكن فى المدّ (?) من الواو والياء الساكنتين المتحرّك ما قبلهما بالحركة التى تجانسهما؛ من حيث كان المدّ يلزم الألف دونهما، فهى مباينة فى ذلك لهما، فلذلك خصّت دونهما باستعمالها تأسيسا، وبانفرادها فى القصيدة ردفا.

والتأسيس: كلّ ألف وقعت فى القافية وبينها وبين الرّويّ حرف، كألف سالم وعالم ونازل وبازل، والحرف الفاصل بين الألف والرّويّ، يقال له: الدّخيل.

وأمّا الرّدف فكلّ حرف لين وقع قبل الرّوىّ بغير فصل، كألف كلام، وياء كليم، وواو كلوم، ولا اعتداد بالجمع بين الواو الساكنة والساكن المدغم فى نحو:

تمودّ/الثوب، وكذلك الياء فى أصيم، ومديق (?)، ونحوهما لقلّة ذلك فى الاستعمال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015