ومثله فى إضمار العامل في الظّرف، وإن لم يكن قولا، إضماره فى قوله عزّ وجلّ: {حَتّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (?) ثم قال: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ} قيل: التقدير: الآن آمنت، ومثله {أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ} (?) وقد قدّمت ذكر (?) إضمار القول فى التنزيل، فى أكثر مواضعه.

ومن أغرب ما جاء من ذلك قوله فى سورة الواقعة، وقد ذكرته فيما سلف (?)، وهو قوله: {لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} أى تندمون {إِنّا لَمُغْرَمُونَ} أى تقولون إذا رأيتم زرعكم حطاما لا حنطة فيه: إنا لمغرمون، فهذا من الغرم، أى لمثقلون دينا {بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ}.

وقد قيل إن معنى {لَمُغْرَمُونَ} لمعذّبون عذابا لازما، من قوله: {إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً} (?) والوجه ما ذكرته هاهنا، وإن كان ما قدّمته قول أهل العلم بالتفسير.

... قوله تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنّاهُمْ فِيما إِنْ مَكَّنّاكُمْ فِيهِ} (?) اختلف فى «إن» هذه، فزعم قطرب أنها بمعنى «قد» وزعم الأخفش أنها زائدة (?)، وقوله أمثل من قول قطرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015