فصل

قول الله تعالى: {أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ} (?) يحتمل عامل النصب فى {خالِدِينَ} على الحال وجهين، أحدهما: أن يكون ناصبه ما فى {أُولئِكَ} من معنى أشير، فتكون الحال على هذا حالا مقدّرة (?)، مثلها فى قوله: {فَادْخُلُوها خالِدِينَ} (?) أى مقدّرين الخلود.

والوجه الآخر: أن تنصب {خالِدِينَ} بأصحاب، فلا تكون حالا مقدّرة، كأنه قيل: أولئك مالكو الجنّة خالدين فيها.

/وأمّا قوله: {جَزاءً} فيحتمل أن يكون مصدرا وقع موضع مجزيّين، فيكون حالا من الضمير فى {خالِدِينَ} لأن المصادر قد تقع أحوالا فى مواضع أسماء الفاعلين والمفعولين، فاسم الفاعل كقولك: جاء زيد مشيا، تريد ماشيا، واسم المفعول كقولهم: «قتلوه صبرا» أى مصبورا.

ويحتمل {جَزاءً} أن يكون مصدرا مؤكّدا، أى يجزون الخلود فى الجنة جزاء بأعمالهم.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ} (?) العامل فى الظّرف الذى هو {يَوْمَ} قول (?) مضمر عامل فى موضع الجملة، فالتقدير: ويوم يعرض الذين كفروا على النار نقول: أليس هذا بالحقّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015