حياتها الدينية والخلقية، والذين نهضوا لاصلاحها، وبذلوا قصارى جهدهم في هذا السبيل قد أخفقوا ولم يفلحوا في مهمتهم، رغم الوسائل العظيمة الكثيرة التي حدثت في هذا العهد من الطبع والنشر، والتأليف والاذاعة، والتعليم والتربية، وطرق الدعاية والتأثير، وذلك لأن عروة دينها قد انفصمت انفصاما تاما، وانقطعت علاقتها عن منبع الحياة الدينية، والخلقية والروحية.
أما الأمة الإسلامية فلا تزال - على علاتها وضعفها - مستمسكة استمساكا ما بعروة الدين، وهي الايمان بالله والرسول، واليقين بالدار الآخرة والحساب، لم تتركها البتة، ولم تنقطع عنها انقطاع الأمم الأخرى، بل ان ايمان كثير من عامة المسلمين ودهمائهم يُزري بايمان كثير من خواض الأمم الأخرى، وعليتهم، ويفوقه متانة ورسوخاً وحماسة، ثم ان كتابها لا يزال في يدها لم يتناوله التحريف، ولم يعبث به العابثون كما فعلوا بالصحف الأولى، ولا تزال سيرة الرسول وأسوته الحسنة بمتناول يدها، فالدعوة الى الدين ميسورة، والتجديد ممكن، والقلوب متهيئة، وجمرة الايمان سريعة الاتقاد، والشقة بين الصورة والحقيقة قصيرة، والقنطرة بينهما الدعوة الى تجديد الايمان، والرجوع الى الدين، والتشبع