ان الصورة لها منزلة ومكانة عند الله تعالى، لأنه قد عاشت فيها الحقيقة قرونا طويلة، ويحبها الله لأنها صورة أوليائه ومحبيه، وكذلك نعرف لها الفضل، لأن الانتقال من صورة الاسلام الى حقيقة الايمان أسهل بكثير من الانتقال من حقيقة الكفر أو صورته الى حقيقة الايمان والاسلام، فلنحافظ على هذه الصورة ولنتمسك بها، ولكن لا ينبغي أن نقنع بها ونستهين بالحقيقة والروح.

يا أبناء الإسلام، إن وعد الله من النصرة والفتح في الدنيا، والنجاة والغفران في الآخرة، كل ذلك محصورا في حقيقة الاسلام، وذلك قوله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} [آل عمران: 139] لا شك فإن الخطاب في هذه الآية للمسلمين، ومع ذلك اشترط الايمان للعزة في الأرض والعلو والشوكة، وقال في موضع آخر: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} [غافر: 51] وقال أيضاً: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئا، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015