نؤمن أن الآخرة حق، والجنة حق، والنار حق، والبعث بعد الموت حق، ولكن هل اننا حاملون لحقيقة الايمان كأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان؟ وقد سمعنا أن أحدهم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قوموا الى جنة عرضها السموات والأرض فرمى بما معه من التمر وقال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة، وقاتلهم حتى قتل، لأن الجنة كانت عنده حقيقة لا يشك فيها، فمن أيقن يقول كأنس ابن النضر: إني لأجد ريح الجنة من دون أحد.

أتى رجل من المسلمين يوم اليرموك وقال للأمير: إني قد تهيأت لأمري، فهل لك من حاجة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم! تقرئه عني السلام وتقول: يا رسول الله! إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا.

أفيقول هذا الا من يوقن أنه مقتول في سبيل الله، وملاق رسول الله ومجتمع به في نعمة الله، وأنه مكلمه ومحدثه، فإذا حصل لرجل مثل هذا اليقين، فما الذي يمنعه من استقبال الموت، وما الذي يحول بينه وبين الشهادة؟!

إن أكبر انقلاب وقع في تاريخ هذه الأمة، هو أن الصورة احتلت مكان الحقيقة، واستولت على حياة الأمة، وذلك من عهد بعيد في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015