الدنيا وزخارفها في عيونهم، وهان أهلها عليهم، فكانوا يرون الى أبهة الملوك وفخفخة السلاطين، وما فيه أغنياء هاتين المدنيتين ومترفوها من الاثاث والرياش، وزخارف الدنيا، كأنهم يرون الى لعب الصبيان، وكأنهم يرون الدمى والبنات المصنوعة من ورق أو قماش، ومواكبها وزينتها لا يهولهم شيء ولا يعظم في عينهم شيء.

أرسل سعد قبل القادسية ربعي بن عامر رسولا الى رستم - قائد الجيوش الفارسية وأميرهم - فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق (?) المذهبة والزرابي (?) وأظهر اليواقيت واللآلي الثمينة والزينة العظيمة، وعليه تاجه وغير ذلك من الامتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي بثياب صفيقة، وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه، فقالوا له: ضع سلاحك، فقال: إني لم آتكم وإنما جئتكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا والا رجعت، فقال رستم: ائذنوا له، فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامتها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015