سنوات (?) ".
والآن ننظر في هذا الحادث الغريب نظرا علميا تحليليا، ونبحث عن أسبابه الحقيقية، الجنود والدول في هذا العالم المادي تغلب الجنود والدول في الغالب لوفرة عددها أو بزيادة عدتها وعتادها، ولأنها أحسن في الشكة والسلاح، وفي التنظيمات العسكرية، وفائقة في النظام الحربي، فنتناول جميع هذه العلل المادية التي يرجع اليها الفضل في انتصار الجيوش، والدول عامة، ونبحث فيها علة علة:
أما العدد فمعلوم أنه كانت النسبة بعيدة بين المقاتلين في جميع المواقف الحاسمة والمعارك الفاصلة في كفاح الاسلام والنصرانية والمجوسية، وكان الروم والفرس أضعاف عدد المسلمين في أكثر الوقائع. هذه اليرموك كان الروم الذين نفروا لقتال المسلمين يبلغ عددهم مائة ألف وثمانين ألفا، وفي رواية مائتي ألف، وفي رواية أربعين ومائتي ألف. وأقل ما روي عن عددهم عشرون