الذي لقوه في مكة وغيرها.

جاءت الحكومة بما يتبعها من عزة وشوكةن ورجال وأموال، وكنوز وخزائن، وجباية وخراج، ورفاهة ونعيم، وكان المجال واسعا جدا لجمع الأموال وحكم الرجال، ورفاهية الحال اذا اختاروا طريق الملوك والسلاطين في فرض الضرائب الكثيرة، والاتاوات المتنوعة والمكوس الجائرة.

التفت القوم فاذا دولتهم الوليدة على مفترق الطرق - طريق الجباية وطريق الهداية - هنالك سمعوا هاتفا يقول: ويحكم ان محمدا صلى الله عليه وسلم لم يبعث جابيا وإنما بعث هاديا وأنتم خلفاؤه" فلم يترددوا في ايثار جانب الهداية على جانب الجباية، واتخاذ الدعوة والهداية شعارا ومبدأ لحكومتهم فكان ذلك.

لقد علموا أنهم لو آثروا جانب الجباية وأطلقوا أيديهم في أموال الناس، واسترسلوا الى النعيم، ورتعوا في اللذات، لم يحل بينهم وبين ذلك أحد، ولم يقف في سبيلهم واقف. ولكنهم علموا أنهم لو فعلوا ذلك فقد غشّوا اخوانهم الذين سبقوهم بالايمان، وقضوا نحبهم بدون أن يأكلوا ثمار غرسهم، لقد خانوا أولئك الذين لم يعرفوا الا الجهاد والتعب والجوع والسغب، ولقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015