الكمال؛ ليبقى الكمالُ والاقتداءُ بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ولكن لا يصح أن تُنْزِلَ العالِمَ منْزلةَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بأن لا يخطئ أبدًا، ويكون فعلُه كفعلِ النبي صلى الله عليه وسلم تمامًا؛ وذلك لحكمةٍ من الله - جلَّ وعلا -، ولأمرٍ كونيٍّ فيه مصلحةٌ، وهي أن لا يُغاليَ الناسُ في مدحِ أحدٍ من العلماء فلا بدّ من هفوةٍ عندَه.

والكاملُ والمقتدى به هو العالِمُ الربانيُّ الذي يعلِّمُ الناسَ الخيرَ وينشرَ في الناس الهدى، ويعلِّمُهُم السنةَ.

أما الأشياءُ التي تكونُ في حياتِهِ بما يعابُ عليها فلا تلتفتْ إليها؛ لأنه ما من أحدٍ إلا وعنده ما يُعَابُ عليه.

لو قرأتَ ترجمة (مالكٍ) - رحمه الله - لوجدتَ فيها ما يُعَابُ عليه، وهكذا في ترجمة (أحمدَ) - رحمه الله - وهكذا في ترجمة (أبي حنيفة) - رحمه الله - وهكذا في ترجمة (الشافعيِّ) - رحمه الله -.

لكن الناسَ الآنَ مجمعون على الثناء على هؤلاء الأئمةِ الأربعةِ.

ولو نظرتَ في ترجمة الإمام أبي حنيفة - رحمه الله - لرأيت مَنْ كان في عصره يلعنُه لبعضِ المسائل.

لكن استقرَّ الأمرُ على الثناء عليه، وعلى أنه من العلماءِ المجتهدين في الفِقْهِ.

فإذا قرأتَ تراجمَ العلماءِ في الأزمنةِ جميعها وجدتَ أنهم لم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015