قال: امْضِ، أخْزَاكَ الله، فما رأيتُ قطُّ شرًّا منكَ " (?) .
هذا أثّر في " الشافعيِّ " - رحمه الله تعالى - حتى إنه كان يسأل إذا أتى له خادمه بطعام: ممن اشتريتَه؟ صِفْه لي. فيقول: صِفَتُه كذا وكذا. فقال: لن آكلَه، هذه أبشع صفة.
اذهبْ به، كلوه أنتم، أو ردُّوه.
فأثَّرت فيه مع أن ذلك غَلَطٌ.
وفي إيراد مثل هذه القصة فوائد:
(1) ينبغي لك - أيُّها الطالبُ - أن تحرص على قراءة التراجم؛ لأنها تجمعُ العقولَ، وتطردُ المللَ والكسلَ، وهذا في طبيعة الإنسان.
فقراءةُ تراجم العلماء، وسِيَرِ الأولينَ تنشِّطُ الطالبَ وتجعلُه منسجمًا في العلمِ؛ لأن العلمَ منه مُلَحٌ، ومنه معقد وصعب.
لهذا كان " الزهريُّ " وغيرُه إذا انتهى الدرسُ، قال: " هاتوا لنا من أخبارِكم، هاتوا لنا من أشعارِنا، فإنَّ للقلب أحماضًا ". أو كما قال.
(2) عليك - أيُّها الطالبُ - أن تستفيدَ من العلماءِ القدامى، مع علمك أنهم غيرُ معصومين عن الخطأ.
فقد ترى في ترجمة العالم أشياءَ غريبةً؛ لأنهم بشرٌ والله - جلَّ وعلا - جعلَ بقدرته وحكمته في بعض العلماء من صفاتِ