[النصيحة الثانية إعدادُ العدة كالقلم والورقِ]

فالقلمُ يتعاهدُه قبلَ الدرس وقد ركّز على ذلك " الخطيبُ " في (جامع الجامع) ، و " ابنُ عبد البر " في (الجامع لبيانِ العلمِ وفضله) وغيرهما.

ومن القصور أن يحضر الطالبُ، وينسى القلمَ، أو يكون فارغًا من الحبر.

وأما الورق فأن يعدَّ لكل فن دفترًا أو دفاترَ، وتكونَ منسقة، مرتبة، وهذا كله يتبع ترتيب الذهن.

فإذا كان الطالب مشوشًا في ذهنه ظَهَرَ أثرُ ذلك في علمه ودفاتره.

وينبغي على الطالب أن لا يكتبَ عددًا من العلوم في كراسة واحدةٍ، وأن يبتعد عن كتابة الحواشي على الكتاب فتتزاحم الكتابةُ فلا يهتدي إلى الرجوع إليها.

لهذا سئل الإمامُ أحمدُ عن الكتابة بالخط الصغير، قال: أكرهُهُ؛ لأنه لا يدري متى يُحتاج إليه، فربما احتاج إليه فلم يستطع استخراجَهُ. وهذا صحيح.

والحواشي على الكتب تأتي غير مستقيمة، ونازلة، ومتداخلة مع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015