سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد" أي كل منهما خير نساء زمانها.
3- ورويا أيضا بسنديهما عن أبي هريرة قال: "أتى جبريل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله! هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب, فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني السلام, وبشرها ببيت في الجنة من قصب1 لا صخب فيه ولا نصب", فقد أقرأها ربها السلام، ولم يثبت ذلك لأحد من نساء النبي, وكل ما ثبت لعائشة إقراء جبريل السلام لها, وقد وفرت السيدة خديجة للنبي -صلى الله عليه وسلم- كل وسائل الراحة في دنياها, فكان جزاء وفاقا أن يوفر الله سبحانه لها كل وسائل الراحة والنعيم في أخرها، وقد زاد الطبراني في رواية الصحيحين السابقة أنها قالت: "هو السلام، ومنه السلام، وعلى جبريل السلام" في رواية النسائي، "وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته", وفي هذا الجواب ما يدل على فقهها, ووفور عقلها، وحسن أدبها رضي الله عنها.
4- وأصرح من ذلك في الدلالة على تفضيلها على عائشة ما رواه ابن مردويه في تفسيره بسند صحيح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا ثلاث 2 مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة بنت خويلد، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد3 على سائر الطعام".
"عرفان الرسول لها فضلها": فلا تعجب إذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حزن لموتها حزنا شديدا, وكان دائم الذكر لها والترحم عليها, روي عن عائشة