ولم أنهج في هذا الكتاب المنهج الذي اتبعه الإمام ابن الصلاح في "علومه" ومن نهج منهجه في هذا ممن جاء بعده بالبدء ببحوث الصحيح والحسن والضعيف ولا المنهج الذي اتبعه الإمام الحافظ ابن حجر في "النخبة، وشرحها" ولكني نهجت منهجا آخر ألهمني الله إياه.
ذلك أني بدأت بشرح الألفاظ التي يكثر دونها في هذا العلم -وبشرح ألقاب المحدثين- وذكر الحديث القدسي، والفرق بينه وبين القرآن، وبينه وبين الحديث النبوي. ثم بدا لي أن أؤخره حيث وضعته.
ثم ثنيت بشرح هذا المركب "علم الحديث" وتقسيمه إلى:
1- علم الحديث رواية.
2- وعلم الحديث دراية, والأطوار التي مر بها هذا العلم, وأشهر الكتب المدونة فيه قديما وحديثا, ثم ثلثت بالرواية: تعريفها, أقسامها, شروطها, تاريخها, عناية الأمة العربية بها, عناية الأمة الإسلامية بها, عناية الأمة الإسلامية بالإسناد, الإسناد المتصل الصحيح من خصائص هذه الأمة, ثم بينت الأطوار التي مر بها تدوين الحديث في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم في عهد الصحابة. وفيه سن الخلفاء الراشدون سنة التثبت في الرواية, ثم في عهد التابعين،