"القول الثاني":

وهو ما ذهب إليه بعض العلماء من أن الحديث القدسي لفظه من عند النبي -صلى الله عليه وسلم، ومعناه هو الذي أوحي به من الله تبارك وتعالى.

وعلى هذا يكون الفرق بينه وبين الحديث النبوي: أن معنى الحديث النبوي قد يكون بالوحي وقد يكون بالاجتهاد، والذي عليه المحققون من العلماء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يجتهد لكنه لا يقر على الخطأ بل لا بد أن ينزل الوحي من الله مصوبا ومنبها.

وإذا اجتهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وسكت عن اجتهاده الوحي كان ذلك بمثابة الموحى به، وأما الحديث القدسي ففيه التنصيص على أنه بوحي من الله وبكون الفرق بينه وبين القرآن الكريم حينئذ هي الفروق التسعة التي ذكرناها في القول الأول من باب أولى.

ونزيد هنا فرقا عاشرا: وهو أن القرآن الكريم لفظه من عند الله قطعا، وأما الحديث القدسي فلفظه من عند النبي -صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015