الإيمان والعلم والعمل والأخلاق والآداب.

وبحسب أهل الحديث الحاملين له, والمعنين بتبليغه قول رسولهم -صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرأ -يعني وجهه- سمع مقالتي فوعاها فأداها فرب مبلغ أوعى من سامع" , رواه أصحاب السنن وغيرهم بألفاظ متقاربة. وقوله: "اللهم ارحم خلفائي". قيل: يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال: "الذين يروون أحاديثي ويعلمونها الناس". رواه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" والطبراني في المعجم الأوسط، والخطيب البغدادي من طريقين في كتابه "شرف أصحاب الحديث". قال السيوطي: وكأن تلقيب المحدث بأمير المؤمنين مأخوذ من هذا الحديث، وقد لقب به جماعة منهم سفيان الثوري, وابن راهويه والبخاري وغيرهم وبحسب المنافحين عن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والنافين الكذب عنها ما رواه ابن عبد البر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يحتمل هذا العلم من كل خلف عدوله1 ينفون عنه تحريف الغالين, وانتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين"2.

وإذا كان الأمر كذلك فعلى أهل الحديث والمشتغلين به إخلاص النية وتطهير قلوبهم من أعراض الدنيا وأدناسها كحب الرياسة والشهرة أو التظاهر بالعلم ونحوها, وليكن همهم نشر الحديث وتبليغه إلى الناس فـ "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" , وقد قال البشير النذير: "من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف 3 الجنة يوم القيامة" , رواه أبو داود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015