فلمْ أرَ باكيةً مِثلَها ... تُبكّى ودمعتُها لا تُرى
أضلّتْ فُرَيْخاً فَطافتْ لهُ ... وقدْ عَلقتْهُ حِبالُ الردى
فلما بدى اليأسُ مِنهُ بكتْ ... عَليهِ وماذا يَرُدُّ البكا
وقدْ صادهُ ضَرِمٌ مُلْحمٌ ... خَفُوقُ الجَناحِ حثيثُ النَّجا
حَديدُ المخالبِ عارى الوظي ... ف ضارٍ منَ الوُرْقِ فيهِ قنا
تَرى الطيرَ والوحشَ من خوفه ... جَوَاحرَ مِنهُ إذا ما اغتدى
فباتَ عَذُوباً على مَرْقبٍ ... بشاهقةٍ صَعْبةِ المُرْتقى
فلما أضاَء لهُ صُبحُهُ ... ونكّبَ عن منكبيهِ الندى
وحَتَّ بمخلبهِ قارتاً ... على خَطمهِ منْ دماءٍ القَطا
فصعّدَ في الجوّ ثمَّ استدا ... رَ وطارَ حثيثاً إذا ما انصمى
فآنَسِ سِرْبَ قَطاً قاربٍ ... جَنى منهل لم تمِحْهُ الدِّلى
غدَوْنَ بأسْقبةٍ يرتوينَ ... لِزُغبٍ مُطرّحةٍ بالفلا