له في اليبيس نُفاثٌ يطيرُ ... على جانبيهِ كجمرِ الغَضى

وعَينانِ حمرٌ مآقِيهما ... تَبُصَّانِ في هامةٍ كالرحا

إذا ما تثأبَ أبدى له ... مُذرَّبةً عُصُلاً كالمُدى

كأنَّ حفيفَ الرحا جَرْسُهُ ... إذا اصْطكَّ أثناؤهُ وانطوى

ولوْعَضَّ حرفَيْ صَفاةٍ إذاً ... لأنَشَبَ أنيابَهُ في الصَّفا

كأنّ مزَاحِفهُ أنسُعٌ ... خُرِزْنَ فُرَادى ومنها ثُنى

وقدْ شاقني نَوْحُ قَمْرِيةٍ ... طَرْوَبِ العَشِىّ هَتُوفِ الضُّحى

مِنَ الوُرْقِ نَوَّاحةٍ باكرتْ ... عَسِيبَ أشاءٍ بذاتِ الغَضى

فغنّتْ عليهِ بلحن لها ... يُهيّجُ للصبِّ ما قدْ مضى

مُطوَّقةٍ كُسِيَتْ زينةً ... بدعوَةِ نوحٍ لها إذ دعا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015