ماءُ الملاحة جارٍ في مسائلها ... إلى منيرِ أقاحٍ وسط حوَّاء
فتنثني لفؤادي وهي رائدةٌ ... له فتخبرهُ بالرِّعْى والماء
حتى إذا القيْهلُ التاثتْ حديقته ... به وهمَّتْ بإزهارٍ فإزهاء
وكادَ يُصبحُ ليْلى بعد دُهمته ... وآن وقتُ انتباهي بعد إغفائي
سرَّحْتها منْ وثاقي إذ وثقْتُ بها ... والعجْبُ أصل لما في النفس من داء
فآنْستْ في صِوار العين آنِسةً ... وفي السَّحائب منها برقُ غرَّاء
فانهدَّ إذ ذاك طوْدُ الحلم وانتكثت ... مِني عُرى العزم لمحَ الطرْفِ من راء
حتى هممْتُ بشيءٍ ما هممتُ به ... أزمان لاقَ بأشكالي وأكفائي
حسْناءُ هام بها قلبي ولا عجب ... كم هام قلبُ فتًى قبلي بحَسناء
هُنَّ اللَّواتي أذقنَ الموتَ عُروةَ ... والنَّهديَّ عن مقلتي هندٍ وعَفراء
وابن الملوّح قيساً في فتوَّته ... أصْمين وابنَ ذريحٍ أيَّ إصماء
كم ذا هممْتُ بوصليها فتردَعني ... عنها روادِعُ من آيٍ وأنباء
فانثنى وأقولُ اللهُ أرحمُ أنْ ... يولى انتقاماً على وصل الأحِبّاء
ولمْ أزلْ هكذا حتى تُنَهْنِهني ... عداوةٌ ورَدتْ بين الأخِلاء
هناكَ أزْورُّ كرْهاً عن زيارتها ... كيْ لا يُجرَّ لها المكروهُ جَرَّائي