أليْسَ مِنَ الوَفاءِ لِقاطِنيها ... إذالةُ ما يُصانُ بكلّ عَينِ

بَلى إنَّ البكاَء على المَغاني ... بمنْهاجِ الصَّبابَةِ فَرْضُ عينِ

وإنْ لم يَبْق منها غيرُ رَسْمٍ ... كوَشْمٍ في نواشِرِ مِعْصَمَينِ

فإنَّ لها يَداً دَيْناً علينا ... وحَتْمٌ أنْ يؤدّى كلُّ دَيْنِ

أفاويقَ الصفاءِ بها ارْتُضِعنا ... مَدَى حَوْلين كانا كامليْن

ولم يسْحَرْ فؤادِيَ قَطُّ طرْفٌ ... سِوى طرْفين فيها ساحِرَيْنِ

فذانِكَ تاركا قلبي وَرُوحِي ... بنيران المحبةِ خالدين

فعوجا يا خليليّ الذيْنِ ... هما منى بمنزلةِ اليدينِ

عليها باكِييْنِ وحَيّيَاها ... معي حُيّيتُما مِنْ صاحِبين

قِفا ثم ارْجعا الأبصارَ فيها ... وعُودا فارْجعاها كرّتين

بها مُتَرَسّمينَ لها وكونا ... إذا لم تبكيا مُتباكِيَينِ

وإنْ جمدتْ عُيونُكما كلاني ... إلى عَينين لي نضَّاختين

وكونا عاذِريْن ولا تكونا ... إذا لم تُسعِداني عاذلين

فما لكما سِوي الذكرى سَبيلٌ ... علىَّ فَلَستُما بمسَيْطرِينَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015