أما الجفاء
فقال ابن فارس: الجيم والفاء والحرف المعتلّ يدلّ على أصل واحد: نبو الشيء عن الشيء، من ذلك: جفوت الرجل اجفوه، وهو ظاهر الجفوة، أي: الجفاء، وجفا السَّرج عن ظهر الفرس، وأجفيته أنا.
وكذلك كل شيء إذا لم يلزم شيئًا يُقال جفا عنه يجفو.
والجفاء: خلاف البّر، والجفاء: ما نفاه السّيل، ومنه اشتقاق الجفاء (?) .
وقال ابن منظور (?) جفا الشيء يجفو جفاءً وتجافى: لم يلزم مكانه، كالسَّرج يجفو عن الظّهر، وكالجّنب يجفو عن الفراش، وفي التَّنزيل: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} (السجدة: من الآية 16) وفي الحديث: «أنه كان يجافي عضديه عن جنبيه في السّجود» (?) أي يباعدهما.
وفي الحديث: «إذا سجدت فتجاف» وهو من الجفاء: البعد عن الشيء، ومنه الحديث: «اقرءوا القرآن ولا تجفوا عنه» (?) . أي تعاهدوه ولا تبتعدوا عن تلاوته.
قال أبو عبيد في معنى الجفاء في الحديث: والجافي عنه التَّارك له، وللعمل به.
وفي الحديث عن أبي هريرة، قال: قال، صلى الله عليه وسلم «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النَّار» (?) .