والعدل هو سبب قبول حكمهم، والعدل فيه صفة البينيَّة بين نوعي الظلم، ولذلك كان وسطيًا، فكذلك سائر صفاتهم.
وبهذا يتَّضح أن الخيريَّة والبينيَّة - المعنويَّة -هي التي أهّلتهم لأن يكونوا وسطًا نسبًا ودارًا.
وتأمّل معي ما قاله رشيد رضا في تفسيره: قالوا إن الوسط هو العدل والخيار، وذلك أن الزّيادة على المطلوب في الأمر إفراط، والنّقص عنه تفريط وتقصير، فالخيار هو الوسط بين طرفي الأمر أي: المتوسّط بينهما (?) .
وأختم هذا المبحث بكلام جيد يتَّفق مع ما ذكرتُ وقرّرتُ، ذَكَرَهُ الدكتور / زيد في كتابه: (الوسطيَّة في الإسلام) . وكان مما قال (?) .
الوسط من كل شيء أعدله، فالوسط إذن ليس مجرّد كونه نقطة بين طرفين، أو وسطيَّة جزئيَّة، كما يقال فلان وسط في كرمه، أو وسط في دراسته، ويُراد أنَّه وسط بين الجيد والرّديء، فهذا المفهوم وإن درج عند كثير من الناس، فهو فهم ناقص مجتزأ، أدَّى إلى إساءة فهم معنى الوسطيَّة المقصودة.
وعلى هذا فالوسط المراد والمقصود هنا، هو العدل الخيار والأفضل، إلى أن قال: