فمن أجل ذلك صار معنى النفاسة والعزة والخيار من لوازم معنى الوسط عرفًا، فأطلقوه على الخيار النفيس كناية. أمّا إطلاق الوسط على الصفة الواقعة عدلا بين خلقين ذميمين فيهما إفراط وتفريط، فذلك مجاز.
وقد شاع هذان الإطلاقان حتى صارا حقيقتين عرفيتين.
2- ذكرت ورود كلمة (وسط) في القرآن الكريم بعدّة تصاريف، حيث وردت خمس مرات، في البقرة بلفظ: "وسطًا" و "الوُسْطى".
وفي المائدة بلفظ: "أوْسَط".
وفي القلم بلفظ: "أوْسَطَهُم".
وفي العاديات بلفظ: "فَوَسَطْن".
وبينت مدلول كل كلمة في ضوء أقوال المفسرين، وكذلك ذكرت مدى دلالة كل لفظة على معنى الوسطية.
3- استشهدت ببعض الأحاديث التي وردت وفيها لفظ (وسط) .
قد ذكرت (12) حديثًا شرحت فيها معنى كل لفظة، وهل هي من الوسط أو الوسطية؟
4- وفي ختام تعريف الوسطية حررت معناها، وبينت المراد من هذا المصطلح عند إطلاقه، وكان مما قلت:
وقد تأملت ما ورد في القرآن والسنة والمأثور من كلام العرب فيما أطلق وأريد به مصطلح (الوسطية) ، فتوصلت إلى أن هذا المصطلح لا يصح إطلاقه إلا إذا توافر فيه صفتان:
(أ) الخيرية أو ما يدل عليها.