الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، وأشكره شكرًا عظيمًا على ما أولاه من فضل وعون وتوفيق، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.
وبعد:
فقد ذكرت في مقدمة هذه الرسالة أن البحث جاء يُعالج قضية الوسطية من حيث جهل كثير من الناس بها، وما ترتّب على ذلك من إفراط وتفريط.
ولذا فإنّي أجد من المناسب أن ألخص ما توصلت إليه في هذه الرسالة فيما يلي:
1- ذكرت تعريفات العلماء لكلمة (وسط) ، وخلاصة ما ذكروا ما عبّر عنه محمد باكريم، حيث قال:
وكيفما تصرّفت هذه اللفظة نجدها لا يخرج معناها عن معاني: العدل والفضل والخيرية، والنصف والبينية والتوسط بين الطرفين.
وذكرت - أيضًا - ما ذكره فريد عبد القادر، حيث قال: استقرّ عند العرب أنهم إذا أطلقوا كلمة (وسط) أرادوا معاني الخير والعدل والنصفة والجودة والرفعة والمكانة العليّة.
وختمت ما قيل في معنى (الوسط) بما ذكره ابن عاشور وملخّصه:
والوسط اسم للمكان الواقع بين أمكنة تُحيط به، أو للشيء الواقع بين أشياء مُحيطة به، ليس هو إلى بعضها أقرب منه إلى بعض عُرفًا، ولما كان الوصول إليه لا يقع إلا بعد اختراق ما يحيط به أخذ فيه معنى الصيانة والعزة.