وهذا يتَّضح من قوله، صلى الله عليه وسلم «إنّي لأخشاكم لله، وأتقاكم له» ثمَّ يبينّ أنَّه يأخذ بالوسطيَّة: فيصوم ويفطر، ويصلّي وينام، ويتزوّج النّساء، فلولا أن هذا العمل لا يعارض الخشية والتّقوى، بل يطّرد معهما لم يذكرها في هذا المقام، واستخدم هذا أفعل التفضيل "أخشاكم - أتقاكم" وهي أعلى درجات الخيريَّة.
فاتَّضح أن هذه الوسطيَّة التي يرشدنا إليها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تمثّل الخشية والتّقوى، وهذه هي الخيريَّة في أفضل صورها.