الصادق المصدوق البار في قسمه يقول: لو أن ابنته سرقت لأقام عليها الحد، لا يدفعه عنها كونها ابنة محمد -صلى الله عليه وسلم-.

وأخرج الإمام البخاري عن عائشة -رضي الله عنها-: (أن قريشا أهمتهم المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: من يكلم رسول الله ومن يجترئ عليها إلا أسامة فقال: "أتشفع في حد من حدود الله؟ " ثم قام: فخطب فقال: "يا أيها الناس إنما ضل من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف فيهم أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها" (?).

فإن قيل: هذا محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليس غريبا منه هذا العدل، ومن يعدل إن لم يعدل هو؟

قلنا: وهذا رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يهتدي بهدى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقيم العدل والقسط بين الناس يحكم بالحق لرجل يهودي على مسلم، ولم يحمله كفر اليهودي على ظلمه والحيف عليه، أخرج الإمام مالك (?) من طريق سعيد بن المسيب: (أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- اختصم إليه مسلم ويهودي، فرأى عمر أن الحق لليهودي فقضى له، فقال له اليهودي: والله لقد قضيت بالحق ... ) (?).

وكان -رضي الله عنه- يأمر عماله أن يوافوه بالمواسم، فإذا اجتمعوا قال: أيها الناس إني لم أبعث عمالي عليكم ليصيبوا من أبشاركم، ولا من أموالكم، إنما بعثتهم ليحجزوا بينكم، وليقسموا فيئكم بينكم، فمن فعل به غير ذلك فليقم، فما قام أحد إلا رجل واحد قام فقال: يا أمير المؤمنين إن عاملك فلانا ضربني مائة سوط، قال: فيم ضربته؟ قم فاقتضي منه، فقام عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين إنك إن فعلت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015