فها هو -صلى الله عليه وسلم- يقيد أصحابه من نفسه في طعنة طعنها إياه بالقدح في بطنه أثناء تسويته الصف للقتال، روى ابن إسحاق (?) أنه -صلى الله عليه وسلم-: (عدل صفوف أصحابه يوم بدر وفي يده قدح (?) يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية (?) وهو مستنتل من الصف، قال ابن هشام (?): ويقال: مستنصل (?) من الصف- فطعنه في بطنه بالقدح - وقال: استو يا سواد، فقال: يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك بالحق والعدل فأقدني، فكشف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن بطنه: وقال: "استقد". قال: فاعتنقه فقبل بطنه، فقال: "ما حملك على هذا يا سواد؟ " قال: يا رسول الله، حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك فدعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخير" (?).
وجاء يهودي يشتكي إليه أحد أصحابه قائلا: (يا محمد: إن لي على هذا أربعة دراهم وقد غلبني عليها، قال: "أعطه حقه"، قال: والذي نفسي بيده، ما أقدر عليها، قد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر فأرجو أن تغنمنا شيئا فأجع فأقضيه، قال: "أعطه حقه". وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قال ثلاثًا لم يراجع ... ) (?).
وكان -صلى الله عليه وسلم- يقيم حدود الله على من وجب عليه ذلك في عدل وإنصاف لا تأخذه في ذلك لومة لائم ولا قرابة قريب ولا مكانة شريف، فها هو -صلى الله عليه وسلم- وهو