إن وسطية القرآن في باب الأخلاق تتضح في ذمه وتحقيره وتنفيره من الأخلاق السيئة وسلط على هذه الأخلاق السيئة قوى النفس والاعتقاد وأطلق عليها أيضا قوى الأمة والسلطة لمطاردة الأخلاق السيئة ومنعها بالحكمة والموعظة الحسنة وبقوة السلطان الذي خوله الله صلاحيات في ذلك للقضاء على كل خلق ذميم، من خيانة، وغدر، واستبداد، ولم وكذب، وشهادة زور، وإسراف، وفحش، وكبر وغرور، وفخر ورياء، وبطر، وهمز ولمز وبخل ... إلخ (?).

إن المرء ليعجب من وسطية القرآن في باب الأخلاق كيف ضم القرآن كل هذه الأخلاق من حسنها وقبيحها، وكيف رغب في حسنها ورهب في قبيحها على وجه من التفصيل وكأن غرضه الوحيد هو هذا الباب من كثرة ما أبرزها، وصرف فيها القول، وضرب فيها الأمثال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015