رضي بالله أرضاه الله -عز وجل- " فالرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيا، ومستراح العابدين " (?).
19 - يفرح المؤمن بالقدر بذلك الإيمان الذي حرم منه أمم كثيرة: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].
20 - الاستقامة على المنهج سواء في السراء والضراء: فالعباد فيهم قصور، ونقص وضعف لا يستقيمون على منهج سواء إلا من آمن بالقدر, فإن النعمة لا تبطره والمصيبة لا تقنطه.
21 - عدم اليأس من انتصار الحق: فالمؤمن بالقدر يعلم علم اليقين أن العاقبة للمتقين وإن قدر الله في ذلك نافذ لا محالة، فلا يدب اليأس إلى قلبه، ولا يعرف إليه طريقًا مهما احلولكت ظلمة الباطل.
22 - علو الهمة، وعدم الرضا بالدون، وعدم الرضا بالواقع الأليم: فالمؤمن بالقدر تجده عالي الهمة لا يرضى بالدون ولا بالواقع الأليم المر، ولا يستسلم له محتجًّا بالقدر, إذ أن هذا ليس مجال الاحتجاج بالقدر؛ لأنه من المصائب، والاحتجاج بالقدر إنما يسوغ عند المصائب دون المعائب؛ بل إن إيمانه بالقدر يحتم عليه أن يسعى سعيًا حثيثًا لتغيير هذا الواقع حسب قدرته واستطاعته (?).
23 - الإيمان بالقدر على وجه الحقيقة يكشف للإنسان حكمة الله -عز وجل- فيما يقدره من خير أو شر قال تعالى: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]
وما أجمل قول الشاعر:
كم نعمة لا تستقل بشكرها ... لله في طي المكاره كامنه (?)