نسأل الله تعالى أن نكون قد وفقنا لإظهار ملامح الوسطية في قضية الإيمان بالقضاء والقدر من خلال القرآن والسنة النبوية وأقوال العلماء حتى يكون المؤمن قد وضع نفسه على الصراط المستقيم والاستقامة على شرع الله في كل مسائله وأموره الدينية والدنيوية. ولا شك أن الفهم الصحيح والاعتقاد الراسخ بمفهوم أهل السنة والجماعة في قضية القضاء والقدر ليترتب عليه ثمار نافعة ومفيدة تعود على الأفراد والمجتمعات في الدنيا والآخرة، فمن تلك الثمرات ما يلي:
1 - أداء عبادة الله عز وجل: فالقدر مما تعبدنا الله سبحانه وتعالى بالإيمان به.
2 - الإيمان بالقدر طريق الخلاص من الشرك: فالمجوس زعموا أن النور خالق الخير، والظلمة خالقة الشر، والقدرية قالوا: إن الله لم يخلق أفعال العباد، فهم أثبتوا خالقين مع الله جل وعلا وهذا شرك، والإيمان بالقدر على الوجه الصحيح توحيد الله.
3 - الشجاعة والإقدام: فالذي يؤمن بالقدر يعلم أنه لن يموت إلا إذا جاء أجله، ولا يناله إلا ما كتب له، فيقدم غير هياب ولا مبالٍ بما يناله من الأذى والمصائب في سبيل الله. كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
أي يومي من الموت ... أفر يوم لا يقدر أو يوم قدر
يوم ما قدر لا أرهبه ... وإذ قدر لا ينجي الحذر (?)
4 - قوة الإيمان: فالذي يؤمن بالقدر يقوى إيمانه، فلا يتخلى عنه ولا يتزعزع أو يتضعضع مهما ناله في ذلك السبيل.
5 - الصبر والاحتساب ومواجهة الصعاب: فالذين لا يؤمنون بالقدر ربما يؤدي